مكر التاريخ
اكاد اجزم انه لم يسبق لمفهوم ان لقي رواجا و اهتماما و بحثا مثل الذي لقاه مفهوم "الحداثة" . فقد تضاربت حوله الدراسات و توزعت بين فريق داع الى تبنيه و القطع مع الماضي، في مقابل اخر حام للأصالة و منتقد له صونا للتراث (الذاكرة) . بل و امتد هذا الاختلاف الى تحديد دلالة هذا المفهوم ، لكن كل المؤرخون مجمعون على ان الحداثة واقع تاريخي يتلخص في النقط التالية: - ثورة اقتصادية : (تطور النظام الرأسمالي و انهيار الاقطاع) - احياء التراث القديم في الفلسفة و القانون : (الليبرالية) -ثورة علمية مبنية على الملاحظة و التجربة : (السيطرة على الطبيعة و اخضاعها) - ثورة دينية موجهة ضد الكنيسة و احتكارها تأويل النص المقدس : (اصلاح ديني) - ثورة فكرية تعتمد اساسا على العقل : (العقلانية) - ثورة سياسية ضد الاقطاعية و الكنيسة : ( ظهور الدولة الحديثة) بالتالي ، فالاختلاف الذي اشرنا اليه ليس حول تاريخية هذه الاحداث ، بل في اسبقيتها. أي التفرقة بين الاصل و الفرع، السبب و النتيجة، المقدم و المؤخر. بالتالي من هذا التطور استنبط مفهوم الحداثة عبر مراحل، و هو يد