المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الفلسطينية

القضيـة الفلسطينيـــة بين متاهات المحلــي و خيار الكونـي: مدخـل لتأسيس رؤية معاصرة

صورة
لا أخفيكم أني ترددت كثيرا في جدوى كتابة هذه المقالة، و ذلك لسببين: الأول أن تحدي الابداع يراودني كلما  مسكت أناملي القلم، خصوصا في موضوع طال عليه الزمن و عمر كثيرا، و الثاني أن فكرة المقالة قد تقابل بنقد عنيف و امتعاض من جهة ذوي القربى. غير أن خطورة الأمر و مأزق القضية يلزمني بالبوح و لو بالقليل مما يخالج صدي و يستفز خاطري..كل ذلك دفع بأناملي كي تكتب و بعقلي كي يفكر في اللامفكر فيه في ملف القضية الفلسطينية. لو أثرنا القيام بمسح سريع كمقدمة في التحليل و التفكيك لتاريخ القضية الفلسطينية، سنجد أنه يمكن التمييز فيه بين تيارين أساسيين كان لهما الصوت المسموع، و البصمة الكبرى في خط معالم و مستقبل الملف. تياران كان بينهما –وما يزال- تدافع في ساحة القضية لاقناع الجماهير بأطروحته المؤطرة لطبيعة الصراع و كذا بورقته التصورية لانهاء الملف و طيه، و هذان التياران هما :  ** التيار القومي: و هو الذي ظهر و استقوى مع تنامي النزعة القومية في مهدها بسوريا  و مصر. تيار استطاع حشد الجماهير و اقناعها بأطروحته، و أحسن تسويقها تحت يافطة [فلسطين:القضية المركزية للعرب]، فقد ...

القضيـة الفلسطينيـــــة و الرهان المؤجل: قراءة نقدية

صورة
لا يجادل أحد في  أن الإهتمام الشعبي المساند للقضية الفلسطينية بدأ في الخفوت، وأن  الورقة التي كانت تلجأ إليها المقاومة في أعز المحن و المنعطفات بدأت في الإحتراق. و قد يكون الوضع مفهوما؛  خاصة إذا نظرنا إلى ما تعرفه المنطقة من سقوط مدوي لدول، كل هذا أدخل الإقليم في نفق من الصراعات الطائفية، و الحروب الأهلية المسنودة من طرف الجماعات المتطرفة و الملشيات. و الملاحظ أن نقد واقع القضية الفلسطينية و مآلات الملف و تطوراته، بات مقدمة لنقد الواقع العربي، و لفهم مجريات الأحداث فيه. فما تعيشه القضية من مأزق واضح، من إستمرارية الإنقسام، و تصاعد حد التوتر، و تنامي الهبة الشعبية و الإنتفاضة، و مشاكل قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، و بلوغ نقطة الصفر و الإصطدام  بالحائط في عملية السلام و المفاوضات، كل هذا كان نتيجة حتمية و تطور طبيعي للردة الديمقراطية التي عرفها الإقليم و الإجهاز على المكتسبات الثورية.  فالأحداث التي تدور في المنطقة من تشظي للموقف العربي حيال قضايا عديدة، و القطبيات الموجودة بسبب التباين في وجهة النظر، كله يلقي بظلاله على الساحة السياسية الفلسطينية. إن من وا...

مذبحــة الفجـــــر

صورة
  كان الليل هادئا ساكنا و هلال شهر رمضان يتألق في سماء الخليل فيلقي عليها وشاحا فضيا ساحرا، ا متد الظلام حتى كسا كل شي  و بسط السكون رواءه على دروب المدينة، و مع رنين المنبه دبت الحركة بالبيت فاستيقظ من فيه لتناول السحور. فتح الاب النافذة فتدفق الليل الغامض متسربلا بنسيم ندي مفعم بشتى الطيوب. فأعواد الذرة الخضراء تنتصب ساكنة و أوراقها العريضة تتدلى في كسل. إرتفع اللغط بالبيت هنا و هناك، و بعد هنيهة التمت العائلة حول  مائدة السحور على ضوء مصباح ضئيل يلقي أشعته الصفراء الخفاقة على ما نيط بجدران الغرفة، امتدت الأيادي في مرح يقضمون شرائح  الرغيف و الشطائر المبللة بالعسل و الزبدة، فساد البيت صمت تتخلله أصوات المضغ الجماعي، و رشف أكواب الشاي بينما كان "سيدي" يردد بين الفينة و الأخرى : - أسرعوا فأذان الفجر يقترب. "الله أكبر... الله أكبر"، "لا إله إلا الله". و سرعان ما ارتفع أذان الفجر من على مئذنة المسجد الإبراهيمي، توجهت نحو الفناء حيث يوجد طست معدني تقرفصت أمامه ممسكا بالصابونة أمررها بين يدي، و ما أن فرغت من غسلها حتى ركضت مهرولا نحو غرفة نومي كي أ...

مدينة تحت نار الصواريخ

صورة
شتاء غزة بارد صامت و لنباح الكلاب نغمة ممطوطة حزينة تشبه الى حد كبير أنين المتألمين . و حفيف أوراق الأشجار يتناهى إلى أذاني مكتظا بالأسرار و الرموز الخفية . كنت ضيق النفس حزين الفؤاد تراودني هواجس لا تبشر بخير ... و أنا كشاب في عمري الرابعة عشرة أعيش وسط القطاع . و حياتي لا تختلف عن باقي حياة أطفال غزة فإما أن تكون يتيم الأب أو الأم أوكلاهما أو  أن تحرم من حنان الأب لأنه خلف القضبان في غياهب سجون المحتل . إسمي  "سامي"  أعيش في بيت متواضع  يقينا أيسر ما ينبغي أن نتقي من عاديات الطبيعة . مع والدتي و أخي الصغير . فطوال هذه السنين و نحن محرومان من حنان الأب لأنه مات في سجون المحتل بعد فترة من إضرابه عن الطعام بسبب اعتقاله الإداري . و هذا ما جعلني في مكانه رب البيت أساعد والدتي في تلبية حاجياتنا اليومية و للحصول على رغيف خبز دافئ ببعض القروش التي أُ غليها في هذا الجو القارس و الزمهرير الهائج . و في أحد الليالي القارسة من هذا الشتاء رجعت إلى البيت متأخرا، فوجدت أمي تنتظرني جالسة بجوار شمعة و جو الخوف و القلق يجثم على  قلبها ، فجلست بجوارها قائلا محاولا إ...