القضيـة الفلسطينيـــة بين متاهات المحلــي و خيار الكونـي: مدخـل لتأسيس رؤية معاصرة

لا أخفيكم أني ترددت كثيرا في جدوى كتابة هذه المقالة، و ذلك لسببين: الأول أن تحدي الابداع يراودني كلما مسكت أناملي القلم، خصوصا في موضوع طال عليه الزمن و عمر كثيرا، و الثاني أن فكرة المقالة قد تقابل بنقد عنيف و امتعاض من جهة ذوي القربى. غير أن خطورة الأمر و مأزق القضية يلزمني بالبوح و لو بالقليل مما يخالج صدي و يستفز خاطري..كل ذلك دفع بأناملي كي تكتب و بعقلي كي يفكر في اللامفكر فيه في ملف القضية الفلسطينية. لو أثرنا القيام بمسح سريع كمقدمة في التحليل و التفكيك لتاريخ القضية الفلسطينية، سنجد أنه يمكن التمييز فيه بين تيارين أساسيين كان لهما الصوت المسموع، و البصمة الكبرى في خط معالم و مستقبل الملف. تياران كان بينهما –وما يزال- تدافع في ساحة القضية لاقناع الجماهير بأطروحته المؤطرة لطبيعة الصراع و كذا بورقته التصورية لانهاء الملف و طيه، و هذان التياران هما : ** التيار القومي: و هو الذي ظهر و استقوى مع تنامي النزعة القومية في مهدها بسوريا و مصر. تيار استطاع حشد الجماهير و اقناعها بأطروحته، و أحسن تسويقها تحت يافطة [فلسطين:القضية المركزية للعرب]، فقد ...