المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٧

عنوان المرحلة: التنازع بين خيار المواجهة و خيار الوحدة

صورة
إن المجتمع البشري يحتاج إلى قدمين ليمشي عليهما، و هاتان  القدمان هما عبارة عن جبهتين متضادتين. و من الصعب على المجتمع أن يتحرك بقدم واحدة. و لو درسنا أي مجتمع يتحرك لوجدنا فيه جماعتين تتنازعان على السيطرة فيه؛ فهناك جماعة "المحافظين" الذين يريدون إبقاء كل قديم على قدمه وهم يؤمنون أن ليس في الإمكان أبدع مما كان. و نجد إزاء هذه الجماعة جماعة أخرى "معاكسة" لها هي التي تدعو إلى التغيير و التجديد، و تؤمن أنها تستطيع أن تأتي بما لم يأت به الأوائل (1). بهذه الرؤية الواقعية  يحلل عالم الاجتماع  علي الوردي تطور المجتمع الإنساني. إذن، نستهل حديثنا بفرضية مفادها أن "الصراع/التنازع"  صفة أساسية في الطبيعة الإنسانية و تركيبته الأولية. و الذي يعطي للمجتمع معنى لتطوره و صيرورته هو تنازع أفراده حول مصالحهم الذاتية و الأنانية، و المجتمع الإنساني لا يخلو من هذه الطبيعة. فالتعاون  قيمة سامية مطلوب منا العمل من أجل بلوغها، لكن المجتمع يحتاج إلى نقيضه كي يتطور و يتفاعل و ينمو؛ فالانسان  حيوان مفترس قبل أن يتطبع مع المثل و القيم. فكلاهما ضروريان في الحياة. و عليه، فالأصل

في الحاجة إلى فكـــر الأنـــــــوار

صورة
لقد شكل فكر الأنوار طفرة نوعية في التاريخ الإنساني، و لحظة مفصلية في تطورها الفكري؛ حيث دشن مرحلة بداية وعي الإنسان بضرورة البحث عن حريته التي فقدها باسم  أحكام خارج إرادته، و السعي لاسترجاع سيادته باعلاء مكانة العقل أمام الدين، إذ بدأ الدين يفقد سلطته السابقة بتدخله في كل حركات الانسان (اقتصاديا،سياسيا و اجتماعيا...)، و بدأ العقل يزحف على مساحة المقدس المحتكرة و يقلص عليه دائرته و يزاحمه في تنظيم شؤون المجتمع. لذلك ليس من الصدفة أن نجد بأن جل فلاسفة الأنوار أعلوا من مقام العقل، و أصبح هذا الأخير محددا لوجود الإنسان. و هنا تحضرني أجابة الفيسلوف الالماني إيمانويل كانت عن سؤال ما هو الانوار؟ بقوله:" إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد"، و في نفس السياق يمكن  فهم  دلالة الكوجيطو الديكارتي: "أنا أفكر، أذن انا موجود". إذن، فالأنوار إعلان عن نهاية هيمنة المقدس و بداية التمرد و الخروج عن الوصاية، و إقرارا بمركزية الذات الإنسانية و استقلاليتها و بلوغها مستوى الإكتفاء الذاتي.  و هذه الحركة/الأفكار شكلت مرجعية نظرية خصبة للثورة ال