المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٧

لمـاذا الـديــــــــــن ؟

صورة
لم يجانب المؤرخ الاغريقي "بلوتارك" الصواب لما قال: "من الممكن أن تجد مدن بلا أسوار و بلا أدب و بلا مسارح، و لكن أحد لم ير  قط مدينة بلا معبد".  فمن الصعوبة فهم عمق هذا الكلام إلا عندما نفهم طبيعة تلك العلاقة العضوية الموجودة بين الدين و الإنسان،  و قد حاولنا في مقالتنا الأخيرة (ما الإنسان) إستكشاف الطبقات المكونة لهذه الذات المركبة، و خلصنا إلى أنه الإبن البار للطبيعة و منشأه الأصلي هو (دائرة الطبيعة)، ثم بعدها تمرد على فطرته و إستقر في (دائرة القيمة)، و الصراع بين هاتين الدائرتين هو الذي يشكل لنا ما نسميه بالإنسان على شكل وحدة أضداد. و ختمنا كلامنا بسؤال رئيس و هو كيف ننتقل من "الانسان الطبيعي/الأولي" إلى "الإنسان التجاوزي"؟   و بتعبير أدق،   كيف يمكن للمصطلح القراني "الـكــدح" أن يساعد الإنسان في أن ينهى نفسه عن الهوى (دائرة الطبيعة) و يبلغ جنة    المأوى (دائرة القيمة) ؟ صحيح أن الإسلام اعترف بالإنتماء الطبيعي الأولي للإنسان، و أنه تجاوزه في لحظة النفخة الإلهية، لكنه كذلك أقر بضعفه أمام إنجذاباته الغريزية (وَخُلِقَ ا

ما الإنســـــــــــــــــــان ؟

صورة
إن أية محاولة و مغامرة فكرية تهدف البحث في الظاهرة الإنسانية و التعمق فيها، لن يكتب لها النجاح ما لم تتجه نحو الأعماق من خلال ممارسة فعل الحفر للوقوف عند الطبقات المكونة للإنسان. فتركيبة هذا الأخير أشبه ما تكون  بالتركيبة الجيولوجية المتراكمة فوق بعضها البعض، و لا يستقيم فهم مكوناتها إلا بادراك شمولي كلي لمحتوى جميع تلك الطبقات. فالإنسان مركز دائرة الإشكال الفلسفي، فكل موضوع  يطرح على طاولة النقاش إلا و تكون أبعاده متصلة به، فهو  مفهوم حربائي لا يمكن حصر دلالاته في بعد واحد. و نظرا للاعتبارات السالفة الذكرة و المميزة للظاهرة الإنسانية، سنحاول خوض غمار هذه المغامرة الفكرية و الغوض في أعماق هذا "الكائن" متسلحين بحذر شديد و نفس عميق للحفر في أغوار طبقاته؛ فخصوصية الإنسان تكمن في ذاته لا خارجه، فهو وحدة الأضداد و جامع للنقيض و نقيضه في الان نفسه، و هويته مزدوجة و موزع  بين "دائرة الطبيعة" و دائرة القيمة". فهو مشدود إلى السماء (وفق تعبيرسيد قطب) و في الان ذاته تجذبه الأرض و الطين، و حركته التذبذبية بين هاتين الدائرتين هي ما أطلق عليه النص القراني ب ((الك