المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٨

في أسبقية معارك عهد الأنوار

صورة
  لطالما لاحظت الإهتمام الواسع الذي تحضى به كتب بعض المدارس النقدية الغربية في العالم العربي، خصوصا المدرسة النقدية الألمانية (فرانكفورت). هذا النقد الذي يصف واقع الحداثة بالغرب ، و يعرض تحدياتها الراهنة. لكن، ليست المشكلة في هذا الصدى الواسع الذي تلقاه، بل في محاولة إستيراد ذلك الخطاب أو النقد و إسقاطه بشكل تعسفي على واقع مغاير، يعيش تحديات متباينة و ظروف مختلفة. لاشك أن هذا التماهي الغير المبرر مع هذا النقد ليس في مصلحة مجتمعنا في هذه اللحظة. لانه لا يفصلنا عن الغرب عدة أميال جغرافية فقط، بقدرما تفصلنا  عنه   قرون من التطور التاريخي. بالتالي، لا يجوز القفز على الواقع المتخلف لمجمعتنا و مقارنته مع واقع الغرب. مع العلم أن هذا النوع من النقد المستورد له بعد هوياتي ضيق أكثر من بعد تعليمي معرفي؛ فالفكر التقليدي يجد حجته في مثل هذا النقد للبقاء. بل هو مبرر وجوده و ضمان إستمراره   لانه يكشف تحديات   خصمه (الفكر المادي أو العلمي أي الحداثة). و يحاول إثباب ذاته بالاستناد   لخطاب المدارس النقدية للحداثة و التخلص من عقدة الإستلاب الحضاري الذي يتهم به التيارات الفكرية المخالفة