المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

نعوم تشومـــسكي: مشيع قداس تأبين الحلــم الأمريكــي

صورة
منذ الازمة المالية التي ضربت النظام الاقتصادي العالمي في 2008، بدأت الأصوات المناهضة لهذا التوجه الليبرالي الفاحش تتعالى أكثر   بين الفينة و الأخرى مؤكدة على مصداقية نقدها للبنية الرأسمالية و سياستها الإستغلالية، و منذرة باستحفال تناقضاتها الداخلية التي إنتهت إلى شكلها الحالي المتمثل في الرأسمالية المالية الإفتراضية (المضاربات المالية)، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة سؤال النموذج الإقتصادي الأكثر عدالة و مساواة . في نفس السياق، حاول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي تفكيك البنية الإستغلالية للإقتصاد الدولي في فيلم وثائقي له " قداس تأبين الحلم الأمريكي" و الذي أخذ ما يزيد عن 4 سنوات لإنجازه. في هذه الفيلم   حرص تشومسكي على إيضاح الأزمة البنيوية لليبيرالية الجديدة المتمثلة أساسا في تركيزها للثروة و السلطة . و هذا التركيز يكون بتتبعها لعشر قواعد محددة، أحصاها على النحو التالي : 1/  قلص دور الديمقراطية: إذا كانت الديمقراطية تعني بسط السلطة بين يد العامة، فهذا يخالف مصالح أسياد البشر و الأثرياء لأنه يشكل خطرا على ثروتهم. لهذا لطالما جسد تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ال

الدرس المكيافيلي في عيون التاريخ

صورة
منذ سنوات خلت، و أنا أسمع عن صاحب كتاب ((الأمير))، لكن كل ما علق بذاكرتي مما سمعته هو أن ماكيافيل  "منظر" و "مشرع" الاستبداد، و "مؤسس" أخلاق القوة في الحكم و الذئبية في التعامل بين الأمير و الشعب. قد لا أكون الوحيد الذي أصيب بتلك العدوى، بل هي سارية في بنية العقل العربي و الإسلامي.  فكل تقييم عندنا للفكر الغربي يتم عبر مدماك النموذج/المثال، بعيدا عن استحضار عامل الواقع/التاريخ؛ و يشرح برهان غليون أن مشكلة البحث العلمي في المجتمعات العربية و الإسلامية هو سيطرة المنهج الانتقائي الشكلاني، و هو مزيج من التحليلات اللغوية و العقائدية و تاريخ الأفكار يسعى من خلال تجريد الظاهرة أو الحدث عن عمقه التاريخي و التجريبي إلى اختلاق ماهية أو بنية أولية ثابتة يتخذها تعلة للإسقاطاته الذهنية...و النتيجة المباشرة لهذه الممارسة هي التضحية بالواقع و بالعلم في الوقت نفسه. و بالتالي فالمطلوب هو تأكيد أولوية التجربة و التاريخ الاجتماعي لفهم العقائد و الصراعات و الحركات الاجتماعية. (1) اذن، فنظرتنا إلى الميكيافيلية يجب أن تكون بعيون التاريخ لا بعيون المثال؛ لأن الأولى تخو