المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

في ذكرى رحيله: سمر فكري مع الشهيد حسين مروة

صورة
كنت غارقا في تصفح أوراق الكتاب. فجأة، أدرت وجهي صوب شاشة هاتفي، و لفت انتباهي الساعة التي تشير إلى الثالثة فجرا. فالناس كلهم نيام و لا يسمع همس و لا هجس، أحسست بأن عقارب ساعتي تجري على غير عادتها المألوفة. ساعات مرت دون انتباه، و انا منهمك في غمار نقاش فكري عميق مع الفيلسوف و المناضل الشيوعي حسين مروة في سمر ليلي آسر. باشرت في مطارحة رأي الشهيد حول جملة من القضايا الفكرية العالقة في مجتمعنا و ذات راهنية بين مثقفينا، و فضل أن يؤطر النقاش على أرضية كتابه (النزاعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية). هكذا اذن استهللت اسئلتي للشهيد عن تقييمه و رأيه في الدراسات الشائعة في مجالنا التدوالي حول الثراث، و كان جوابه أن كل ما يجمع بين هذه الدراسات هو أمرين إثنين : أولا أنها رهن المواقف المثالية، ثانيا انها تنظر الى منجزات الثراث في استقلالية مطلقة عن تاريخها. و بالتالي بقي تاريخ الفكر العربي الإسلامي تاريخيا "ذاتيا سكونيا" أو "لاتاريخيا" لقطع صلته بجذوره الاجتماعية. كما لم ينسى الشهيد توجيه سهام نقده الى الرؤية السلفية، باعتبارها تعبير عن أيديولوجية البورجوازية الع

رهان المرحلة: حقوق الوطن أم حقوق الإنسان

صورة
انغمست هذه الأيام في التنقيب عن أطلال الحركة اليسارية  من خلال أدبياتها، خصوصا الحركة الاتحادية و الحفر في ما تحتويه من تنظير و رؤى و نضالات احتفظ بها التاريخ لنفسه. و في سياق هذا التنقيب شد انتباهي مقالة عرضية في آخر صفحات  إحدى أعداد مجلة "نوافذ"، حاول صاحبها لفت انتباه القارئ إلى أنه في المغرب منذ 1956، لم يطرح الفرد و حريته أبدا كرهان عمومي...و كان الرهان طيلة هذه المدة، و في سياق الصراع السياسي الدائر بين نظام الحكم و قوى المعارضة، ينصب على "الحريات العامة"، توسيعها أو تضييقها (تأسيس الأحزاب و الجمعيات، ضمان حق الانتماء إليها، ضمان حرية النشاط السياسي،حرية الصحافة و تنظيم الجمعيات...).اما الفرد و حرياته التي من خلالها تتولد الفردانية التي تشكل النواة التي ينتظم حولها المجتمع و الدولة الحديثين، فلم يكونا موضع انشغال سياسي.لذلك لم يظهر الجسد كموضوع سياسي حاسم في إطار الصراع الذي طبع مرحلة ما بعد الاستقلال.(1) اذن، يفهم من خلال ما سبق أن-صاحبنا- يوجه عتابا للدولة من جهة، و لقوى المعارضة و بالخصوص للحركة التقدمية في انها أسقطت "رغبة الفرد" من أجندت