ماذا نأخذ من ماركس ؟
لا مراء في أن كارل ماركس من كبار الفلاسفة الذين تركوا ورائهم جدلا حادا و نقاشا صاخبا. فما يزال شبح ماركس يراود المنظومة الرأسمالية بالرغم من هيمنتها و سقوط كل التجارب الشيوعية المنافسة، التي استمدت مرجعيتها من أطروحات ماركس. و لعل الذي أعاد صاحب "رأس المال" إلى الواجهة هو بعض الأزمات الاقتصادية التي تضرب النظام الاقتصادي المعاصر بين الفينة و الأخرى، و لعل آخرها أزمة 2008. و هذا ما يدفعنا للبحث عن سر هذا الحضور الدائم له، و التساؤل حول ما هي اضافة ماركس لنيل هذا الحضور؟ صحيح أن كل النماذج الإشتراكية اليوم صارت جزءا من الماضي، و أصبح النموذج الغربي الليبرالي محط أنظار الجميع، و مبلغ أمانيهم الوصول الى مستواه التنموي و السياسي و الاقتصادي. لكن هذا كله لا يخرج ماركس إلى الهامش بجوار تلك التجارب الإشتراكية الفاشلة، و سقوط هذه الأخيرة قد يحيل الى قصور في التنبؤات و بعض التصورات التي قد تكون بلغت مستوى عال من المثالية، غير أنها لا تسقط نجاعة [المنهج] الذي أدى إلى استنتاج تلك السرديات و الأطروحات. إن الخلط الذي حدث عند رهط كبير منا، هو اعتقادنا أن سقوط تجارب تاريخية هو