أي إنســــــان يريد اللـــه ؟
لطالما اقترنت الفلسفة بفعل التساؤل، بل الفلسفة قبل كل شي عملية تساؤل مستمرة و تعنى بالسؤال أكثر من عنايتها بالجواب، فكما يقول الفيلسوف الألماني "كارل ياسبرز" ( الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة، إن كل جواب يصبح سؤالا جديدا). و في هذا السياق، انكب الفلاسفة كل من من زاويته الخاصة للإجابة على سؤال "ما الإنسان؟" في محاولة لفك شفرة الذات الإنسانية، لذا قالوا في محاولتهم لبسط هذا الإشكال أن الإنسان ((حيوان ناطق)) و ((كائن واع))، فملكة الوعي و اللغة كانا المعياران اللذان يُميزان الإنسان عن باقي كائنات بيئته البيولوجية. لكن، مع تقدم المعارف و الإكتشافات العلمية و الثورات الفكرية نجد أن من أقرب ما وصف به الإنسان، و عُرف به منطقيا في الوعي الحديث تمردا على المعقولات التجريدية الأولى فيه، هو أن ((الانسان حيوان ناقد)) و ((كائن محتج))، كما رأى "ماركس شيلر"، و كذلك إناطة "البير كامو" ربطه وُجود الإنسان بتمرد: [ أنا أتمرد إذن أنا موجود ]. و بالتأكيد فالتمرد و النقد المقصود بهما هو الإنقلاب على السائد و الراسخ و التمرد عليه، و تحدي لسلطته و استبداده على