المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٦

أي إنســــــان يريد اللـــه ؟

صورة
لطالما اقترنت الفلسفة بفعل التساؤل، بل الفلسفة قبل كل شي عملية تساؤل مستمرة و تعنى بالسؤال أكثر من عنايتها بالجواب، فكما يقول الفيلسوف الألماني "كارل ياسبرز" ( الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة، إن كل جواب يصبح سؤالا جديدا). و في هذا السياق، انكب الفلاسفة كل من من زاويته الخاصة  للإجابة على سؤال "ما الإنسان؟" في محاولة لفك شفرة الذات الإنسانية، لذا قالوا في محاولتهم لبسط هذا الإشكال  أن الإنسان ((حيوان ناطق)) و ((كائن واع))، فملكة الوعي و اللغة كانا المعياران اللذان يُميزان الإنسان عن باقي كائنات بيئته البيولوجية. لكن، مع تقدم المعارف و الإكتشافات العلمية و الثورات الفكرية نجد أن من أقرب ما وصف به الإنسان، و عُرف به منطقيا في الوعي الحديث تمردا على المعقولات التجريدية الأولى فيه، هو أن ((الانسان حيوان ناقد)) و ((كائن محتج))، كما رأى "ماركس شيلر"، و كذلك إناطة "البير كامو"  ربطه وُجود الإنسان بتمرد: [ أنا أتمرد إذن أنا موجود ]. و بالتأكيد فالتمرد و النقد المقصود بهما هو الإنقلاب على السائد و الراسخ و التمرد عليه، و تحدي لسلطته و استبداده على

القضيـة الفلسطينيـــة بين متاهات المحلــي و خيار الكونـي: مدخـل لتأسيس رؤية معاصرة

صورة
لا أخفيكم أني ترددت كثيرا في جدوى كتابة هذه المقالة، و ذلك لسببين: الأول أن تحدي الابداع يراودني كلما  مسكت أناملي القلم، خصوصا في موضوع طال عليه الزمن و عمر كثيرا، و الثاني أن فكرة المقالة قد تقابل بنقد عنيف و امتعاض من جهة ذوي القربى. غير أن خطورة الأمر و مأزق القضية يلزمني بالبوح و لو بالقليل مما يخالج صدي و يستفز خاطري..كل ذلك دفع بأناملي كي تكتب و بعقلي كي يفكر في اللامفكر فيه في ملف القضية الفلسطينية. لو أثرنا القيام بمسح سريع كمقدمة في التحليل و التفكيك لتاريخ القضية الفلسطينية، سنجد أنه يمكن التمييز فيه بين تيارين أساسيين كان لهما الصوت المسموع، و البصمة الكبرى في خط معالم و مستقبل الملف. تياران كان بينهما –وما يزال- تدافع في ساحة القضية لاقناع الجماهير بأطروحته المؤطرة لطبيعة الصراع و كذا بورقته التصورية لانهاء الملف و طيه، و هذان التياران هما :  ** التيار القومي: و هو الذي ظهر و استقوى مع تنامي النزعة القومية في مهدها بسوريا  و مصر. تيار استطاع حشد الجماهير و اقناعها بأطروحته، و أحسن تسويقها تحت يافطة [فلسطين:القضية المركزية للعرب]، فقد روج لهذه الفكرة و حاول إضفاء